المسلمین و زعمائهم. نعم، إنّ معرفة حیاة النّبیّ من هذه الجهة تؤدّی لمعرفةٍ أکبر للإسلام و تفضح واقع المدّعین له، و خلاصة الأمر إنّ المسلمین الیوم محتاجون أکثر من ذی قبل لمعرفة حیاة النّبیّ الأکرم ( صلّی الله علیه و آله و سلّم ) لکی تتمزّق حجب التّحریف الّتی نسجها الجهل و الأهداف التّآمریّة للسّیاسات المعادیة للإسلام. یجب أن یکون الرّسول الأکرم مقیاساً یقیس إلیه الفرد المسلم نفسه و غیره و أن یکون المجتمع الّذی جاهد لبنائه الرّسول مقیاساً للمجتمع الإسلامیّ بشکلٍ دائمٍ. لقد سعی الرّسول لإقامة العدل فی ظلّ النّظام الإسلامیّ کهدفٍ أعلی فیجب إذن أن یسعی العالم الإسلامیّ لتحقیق الکمال و العروج الإنسانیّ. و هذا المعنی إنّما یتجلّی لنا إذا طالعنا سیرة الرّسول الأکرم و اکتشفنا الواجبات الّتی یلقیها علینا هذا الهدف السّامیّ من خلال معرفة أعمال الرّسول العظیم و أقواله. لا یکفی أن یحبّ المسلمون رسول الله ( صلّی الله علیه و آله و سلّم ) و یؤمنوا برسالته فحسب، بل إنّ علیهم أن یتّبعوه و یسیروا بسیرته تماماً نحو الهدف الّذی استهدفه، فهو الّذی یفتح سبیل الجهاد أمام هذه الأمّة و یوضّح لها مسؤولیّاتها و هنا نقول: إنّ الأمّة یجب أن لا تتّبع إلّا من انسجم مع هذا الهدف، أمّا من عدا ذلک و لم ینسجم معه فهو إمّا فی زمرة الغافلین أو فی حضیض الشّیاطین. أرجو أن ینتبه المسلمون فی العالم تماماً و یستعیدوا قوّتهم و توکّلهم و یعملوا علی إنقاذ مجتمعهم الإسلامیّ من هذه الوهدة و الحرمان الّذی یهدّد دنیاهم و آخرتهم.